قرار الغاء الهبوط من الدوري المصري يواجه انتقادات عنيفة

يواجه الاتحاد المصري لكرة القدم عاصفة من الانتقادات بعد قراره بالغاء
الهبوط هذا الموسم من الدوري الممتاز وزيادة عدد اندية المسابقة الى 20
فريقا في الموسم المقبل وهو ما وصف بأنه "قرار سياسي" وسيؤدي الى الإضرار
باللعبة.

وكان الاتحاد اتخذ في وقت سابق هذا الاسبوع قرارا بعد طول انتظار بالغاء
هبوط الفرق اصحاب المراكز الثلاثة الاخيرة من الدوري الممتاز في الموسم
المنصرم.

ويدفع خبراء ومحللون بأن قرار الاتحاد سياسي بحت ويهدف لتخفيف العبء عن
الاتحاد الذي يواجه ضغوطا كي يلغي الهبوط بعد موسم توقف منذ اواخر يناير
كانون الثاني حتى ابريل بسبب احتجاجات شعبية أطاحت بالرئيس السابق حسني
مبارك وما تلا ذلك من انفلات أمني.

وجاء في المراكز الاخيرة في الموسم المنصرم بالدوري الممتاز فرق الاتحاد السكندري والمقاولون العرب وسموحة.

وأكد علي أبو جريشة نجم الاسماعيلي سابقا انه لا يدري كيف سيمكن اقامة الموسم الجديد في ظل 20 ناديا أي 38 جولة في الموسم.

وقال أبو جريشة في مقابلة عبر الهاتف مع رويترز "قرار الغاء الهبوط وزيادة
عدد الفريق سياسي بحت. الاتحاد يريد تخفيف عبء الضغوط عن كاهله وارضاء
اندية."

واضاف في اشارة الى ارتباطات افريقية لأندية مصرية مما يتسبب في تأجيل
مباريات "كنا نواجه صعوبات في وضع جدول المباريات في ظل اقامة البطولة من
16 فريقا فكيف سيكون الحال مع 20 فريقا؟"

وترقى بالفعل لدوري الاضواء فرق الداخلية وغزل المحلة وتليفونات بني سويف.
وتقرر اقامة دورة فاصلة بين الفرق اصحاب المركز الثاني في المجموعات
الثلاث بدوري القسم الثاني لتحديد صاحب البطاقة 20 والاخيرة للعب في الدوري
الممتاز.

وانتقد طه اسماعيل مدرب منتخب مصر سابقا قرار الغاء الهبوط وزيادة عدد
أندية وقال إنه لم يصدر من أجل رفع مستوى اللعبة وبلا ضرورة فنية على
الاطلاق.

وقال اسماعيل عبر الهاتف لرويترز "قرار كهذا كان يجب اتخاذه بناء على توصية فنية."

واضاف "كان يجب أن يكون هناك مدير فني أو لجنة فنية هي التي توصي بزيادة
عدد الأندية من أجل رفع مستوى البطولة وليس لان الموسم مر بظروف
استثنائية."

وتابع قائلا "نحن لسنا انجلترا أو اسبانيا أو ايطاليا (كي يكون الدوري فيه 20 فريقا)... أعتقد ان 16 فريقا مناسب جدا لمصر."

وأبدى اسماعيل تشككه في المردود الفني للقرار في ظل تعثر الكثير من الفرق في الموسم المنصرم وبالنظر الى الامكانيات المحدودة.

وقال "في الموسم الماضي كان هناك عدد كبير من الفرق متعثرة ومن الممكن أن يزداد العدد في الموسم المقبل."

واضاف "بالاضافة الى ذلك هناك الاعباء المادية المتنامية في ظل اضطرار
اندية كثيرة للسفر الى مناطق مختلفة من مصر لأداء المباريات التي زادت الى
38 لقاء لكل فريق طوال البطولة."

وأشار أبو جريشة الى أن أقل الأندية تضررا ستكون تلك التي يتوفر لديها الكثير من اللاعبين المتميزين مثل الاهلي والزمالك.

وقال "أقل الفرق تأثرا ستكون الاندية الغنية التي لديها لاعبين كثيرين وبدلاء في جميع المراكز بينما ستعاني بشدة بقية الاندية."

واعرب يوسف الدهشوري حرب رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سابقا عن دهشته
من القرار الذي وصفه بأنه سيكون له عواقب سيئة على ادارة الكرة في مصر.

وقال "لا يمكن تسمية القرار الذي سيلغي الهبوط سوى انه قرار عشوائي."

وأكد حسن الشاذلي نجم الترسانة في حقبة الستينات من القرن الماضي ان جميع
الفرق عانت من متاعب وبعضها نجح في التمسك بالبقاء في دوري الاضواء.

وقال "مر الجميع بأوقات عصيبة. جميع الفرق عانت والبعض منها كافح وتمسك
بالبقاء وبقي واخرون لم يتمكنوا من البقاء وهبطوا ولم يكن هناك مبرر قوي
لالغاء الهبوط."