أرمضان شهر الصيام هبة الرحمن
بسم الله الرحمن الرحيم , وبه نستعين على امور الدنيا والدين وصلي اللهم وسلم وبارك على حبيبنا وقرة عيننا واسوتنا محمد ابن عبدالله عليه أفضل الصلاة وازكى التسليم .
ها نحن اليوم نستقبل الاول من شعبان ,وهو انذار لنا بقرب موعد الخيرات العظام ألا وهو شهر رمضان . من هنا أردت أن ننطلق ونتعرف أكثر على شهر الخيرات وترك المنكرات , شهر يسمو بنا إلى القرب من الرحمن والطلب منه العفو والغفران , شهر رمضان لطالما تردد هذا الاسم في اذهاننا منذ كنا صغار , وارتبطت الذكرى به ففيه صلاة التراويح, وجمعة الاهل وهناك الاهازيج الفرائحية التي يرددها الاطفال ابتهاجا بالشهر وغيرها غيرها الكثير ... ولكن اليوم أردت وعلى شكل موضوعات متسلسلة ,أن نتعرف أكثر عن ما يحويه من خير عظيم , وننطلق من تعريف الصيام.
الصيام :هو الإمساك عن الشيء , فإذا امسك شخص عن الكلام أو الطعام , فلم يتكلم أو يأكل فأنه في اللغة صائم . وقول الله تعالى (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ ٱلْبَشَرِ أَحَدًۭا فَقُولِىٓ إِنِّى نَذَرْتُ لِلرَّحْمَـٰنِ صَوْمًۭا فَلَنْ أُكَلِّمَ ٱلْيَوْمَ إِنسِيًّۭا) مريم /26 أي صمتا وامساكاً عن الكلام .
أما في الاصطلاح الشرعي فهو الإمساك عن المفطرات يوماً كاملاً , من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس بالشروط التي وضحها الفقهاء . وطلوع الفجر الصادق هو الذي يدخل معه وقت صلاة الفجر ، ويمنع من الطعام والشراب والجماع في الصيام ، وهو المقصود بقوله تعالى : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ) البقرة/187. وهذا التعريف متفق عليه بين الحنفية والحنابلة . أما المالكية والشافعية فأنهم يزيدون في آخر كلمة (النية) والنية محل خلاف .
وصوم رمضان هو الركن الثالث من أركان الإسلام . فرض هذا الصوم في شهر شعبان من السنة الثانية من هجرة الرسول إلى المدينة.
والحكمة من الصيام قال الله تعالى (يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة /183 فهو وسيلة لتحقيق التقوى . منها ننطلق الى حكم أخرى, وهي شكر النعم , وهو وسيلة إلى ترك المحرمات, وفيه التغلب على الشهوة , وهو موجب للرحمة والعطف على المساكين , وفيه قهر للشيطان وإضعاف له , ومنه يتعلم الصائم مراقبة الله تعالى , وهو زهد في الدنيا وشهواتها والترغيب فيما عند الله تعالى , وايضاَ يعود المؤمن على الاكثار في الطاعة .
ولشهر رمضان فضائل خصه الله بها دون سائر الشهور فجعله شهرا لإنزال الكتب السماوية قال تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْءَانُ هُدًۭى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَـٰتٍۢ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ ۚ )البقرة/185 . وهو ايضا زمننا للعبادة العظيمة وهي الصوم , فقد كان الصحابة يستعدون لهذا الشهر بكثرة الذكر, وتجهيز له مجموعة من الدعوات , كي يستمروا بالدعاء بها خلال الشهر ,وهم يوقنون أن ما كان منها للدنيا , فإن العام لا ينقضي إلا وتحققت بإذن الله , وما كان فيه طمع لما عند الله , فإن الله قد خبأ لهم هذا الشيء, ليلقوه يوم القيامة .
فأدعوا الله في رمضان ,وأنت موقن الإجابة . واسعوا إليه جاهدين . فعلى من أدركه إغتنام الخير الكثير والسعي وراء المزيد .
دمتم بود وانتظرونا في موعد آخر بإذن الله نتحدث فيه عن كنوز شهر رمضان .